أركب سيارة بدون مكابح متجاهلة حزام الأمان منطلقة في هذه الحياة بأقصى سرعة في كل مساراتها و اتجاهاتها ، في سباق مروع تسمع فيه أصوات المحركات العالية و يتصاعد فيه الدخان غاضبا .... وسط هذه الفوضى ثملت بنغمات الموسيقى ، لأغني بصوت عالي و بنبرة حادة :
في هذا الطريق الجحيمي ، و بقلب مكسور ، أودع الذكريات بقبلات فقدت شغفها
في هذا المنطق الجنوني ، و بروح عارية ، أهجر الأمل بانقطاع للتطلعات الآتية
اشتعال النفس بنار وقودها الندم
اهتزاز الفؤاد المظطرب و صراخ المشاعر المتناسى عنها
التردد المنسجم مع الألم و الخوف المنغمر بموجات السخط
الجنة المبتعدة و جهنم المقتربة ، الملائكة الراحلة و الشياطيين المدعوة
شرارات الوهم المتطايرة و رماد الهوس المبعثر
لذة الخطر المحدق و إغراء الشجاعة العمياء
كسر القيود الأزلية و اختراق الحدود المحرمة
تمجيد الآنا المتهور لدخول رفوف النسيان
فتسارعت نبضات محرك سيارتي ، لأزيل خصلة من شعري المتدلية على جبيني المتعرق لأتفوه بأخر كلماتي : هيا يا عزيزتي! إنه أخر منعطف من هذه الحياة...
Written by : Hajar Belhachmi
