كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريتي لكن الثواني تتمادى و الصبر يُستنزف، عاجز تماما عن إخماد نيران الاعتماض بداخلي، يكاد أن يفر اللهيب من عيناي و يلسع ما بجواري، لكن سرعان ما تلاشت شعلة الغضب بعدما انهارت قواي، لكن أنا مجبر على توهيم جسدي المتهالك بالمواصلة حتى لو كان يتطلب ذلك الزحف، مكره على سحب روحي الخاملة نحو شقاء الحياة
الفراغ من أعدائي، و العمل سيفي القاهر، أهاجم الكسل من كل الجهات، أجاهد لضمان القوت اليومي، إن إنجاب الشغف عبر الكد و الكدح هو المبتغى الاسمى. لكن لما لازالت أتذمر من وجودي هنا ؟ ربما فقط أن المنجاة من خصومي يحتم بعض التنازلات، أحارب اللاشيء مبتعدا عن جحيم الراحة السرمدية، على خطوات مجاورة للهديان أكاد أفقد يقظتي.
أتصبب جنونا، و أتصلب منذ أمد بعيد على مكتبي الرتيب، بينما تفيض المهام، أراقبها و هي تتسابق معي على الوقت، عندما أتخلص من نصفها، تتكدس أخرى فوق بعضها البعض، فأهجرها لوهلة لأفتح النافذة لأتأمل شجرة الزيتون، شجرة المقاومة و الاصطبار، إنها موعظتي النافعة على أصول الثبات و أسرار النجاة، فأتراجع عن عنادي و أكمل عملي...عندما تستسلم للواقع تمر الساعات على أنماطها المنتظمة و تنقضي بذلك وردية العمل.
بقلم: هاجر بلهاشمي
.jpg)
⭐❤
ReplyDelete