Sunday, February 13, 2022

رسالة وداع

 ما كان لي سوى الرغبة في البعد المطلق من هذا الواقع المشؤوم و أنا أترنح بين ظلال الظلام الأبدي الذي أصبح يعيش بداخلي ، إنه يسكنني مصاحبا لروحي المنكسرة إلى أجزاء التي عجزت عن إلمامها ، إنه يستحوذني رافضا الرحيل ،عشيقا لمطرحي .

فما كان لي سوى الرغبة في التخلص من هذا العبئ الذي أثقلني في الوصول إلى أي مرتبة أردتها بخالص طهارة نفسي الراغبة ، إن الثقل يزداد حتى أنه أحدث لي شللا داخليا أعاق كل من أفكاري و إلهاماتي ، إنه يقودني للهاوية آبيا التراجع و لا الإستلام.

فما كان لي مفر إلا في الإنصهار في دوامة العجز و الضعف و في العلوق في سباق للركض بدون نهاية محددة ، لم يكن أبدا معياره الربح أو الخسارة  ،بل كان هدفه التدمير و الإقصاء من حلبة الصراع الكونية راميا بك في بعد مجهول مغاير لا حدود و لا معنى له.

فما كان لي مفر إلا في القتال في حرب داخل جلدي ، فيها أحارب نفسي المجنونة و المتمردة على كل قوانين العيش العادي ، و أنا في هذا الصراع قتلت نفسي عدة مرات ، دفنت روحي و هي لازالت تفوح بالحياة ، خنقت الجانب غير المادي من خلال غرق كل تلك الإختلاجات التي كانت تتجول في عروقي الميتة .

فما كان لي سوى مشاهدة نزيفي الداخلي يتدفق إلى محيطي الفارغ من كل حس باطني ، و أنا أترنح بين جروحي العميقة التي شوهت مظهري الروحاني ، و كأن لكل تلك الكدمات جمال خاص تتألق و تنتعش به في كل مرة أبصر إنعكاس صورتي في مرآتي المنكسرة.

كأن الدنيا تعزف لي لحن حتفي كل يوم للجنازة التي مرحومها قلبي و الذين تنهمر عيونهم دموعا من دم فما كانوا إلا أجزائي المتناثرة الأخرى ، و لازلت أحتضر بين ضلوعي المهمشة بقوة العسر الممارس عليها من كل الإتجاهات ، و لازلت تائهة بين شمالي و جنوبي ، ضائعة المنحى ، فاقدة للطريق ، هاجرة لمربعي ، تاركة خلفي كل شيئ ، لأغرق رويدا رويدا في الظلام و الفراغ الأبدي.

كأن الحياة ترمي بي بين النعيم و البؤس ، بين الجنة و جهنم ، بين الماء و النار ، فما كان لي سوى الهروب من البعدين الممزيقين بينهما ، و الرحيل بخطوة نحو غير الممكن ساعية لتحقيق التوازن في بعد وحيد شبيه لذاتي الغربية عني ، و أثناء رحلتي كنت احتفي انتصاري في هاته الحرب الداخلية بوحدتي المميزة. 

فما كان لي سوى الرغبة في إطفاء كل الأنوار التي تحاول تنوير مطرحي ، فأشعلت كل الشموع السوداء و نفخت عليها طارحة كل صرخات الألم و الوجع ، تعظيما للظلام الذي هيمن على روحي . 

Written by : Hajar Belhachmi

Thursday, February 10, 2022

مدينة الأشباح

 



بسط الظلام رداءه على أرجاء مدينة الأشباح

عند دق الجرس ،انغلقت الأبواب و انطفئت المصابيح
كانت الشوارع خالية ، إن الحياة في مهب الريح
الصيام عن الكلمات كان إعداما للحزين من أن ينشرح
الدموع الصامتة تنهمر وسط ذعر من طوال الليل
  الإحتضار البحتري ، الأنين يضمر و الدماء تسيل
بعينيها الرماديتين السالبتين للأرواح تتجول بسلو
شعرها الأحمر الملطخ بدم القرابيل المقدمة للتو
لقد تقمصت العجز لتنال من الراحمين ليغزو القسو
كانت دائما استنجادات بلا ملبي و تضرعات للعفو
النفوس الأسيرة تسعى إلى الخلاص ، إلى الرحيل
بين الألم و الأمل ، الجفاء عن المهجة خليل
أضيئت شمعة النجاة في أعمق الأزقة الآسنة بالموت
عزفت الموسيقى بلحن جنوني ، فإذا باللعنة صحوت
جفاف الأراضي من القداسة، إن كان الخير لأروت
إنه طارد لوجدان المارد ، به المدينة خلوت 
Written by : Hajar Belhachmi

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...