كانت تترنح يمينا و يسارا غير متحكمة بحركاتها أو إن صح القول أنها ليست المسيطرة على نفسها ، تغني بصوت ثمل جهير لكن لا أحد يسمعها ، تسير خطوة بعد اقتناع ذاتي و ترجع للخلف بخطوة أخرى ندما داخليا ، ترتجف خوفا من عاقبة قراراتها مع أنها تدرك أن المصير كان محتوما ، كادت تسقط أرضا لكنها تمالكت نفسها في اللحظة الحاسمة و نجت ، غير أن نزيفها جراء الإرتطام بالأرض قد حصل فعلا في وهمها ، صرخت من الألم و رجت ان تسعف لكن لا أحد يرى علتها ، لازالت تتهادى بين اتجاهين ، تلقي بقطعها المهشمة في كل مكان بعد أن فشلت في تقويم سقم الحب الذي أصابها بسهم سام فتك بفؤادها مما جعله يتناثر إربا إربا ، عجزت عن إيجاد الترياق فكان التخلي أقل وجعا ، لكنه لم يشعر بها ، الشجى يطاردها بغية تعذيبها على نار متمهلة ، إن دموعها لا تكفي أبدا لإخماد النار المشتعلة فيها ، إنها تتحول رويدا رويدا إلى رماد يحمله النسيم اليتيم ، إنها لا تشم رائحة الموت بجوارها.
في هذا الطريق المهجور ، كانت هي تنبض حياة
خاتمتها المقررة ، سلبت روحها لتصبح خالية
انهيار عالمها ، قادها للركوع لإلتماس النجاة
انصهرت كل رغباتها في شقائها، كذوبان الشمعة
استنزاف لإستفحالها ، فكان الهون عنوان المأساة
قضت على سرمدية وهمها ، كانت آخرة مستميتة
Wtitten by : Hajar Belhachmi

No comments:
Post a Comment