Wednesday, May 4, 2022

الروح الضائعة


عن أمسيتي الصاخبة بضوضاء شياطيني ، في مكان منعزل عن همسات الأمل الهامد ، بجانب الهم المثقل بإحباطات دائمة اتخدت الطابع اليومي ، بين ثغرات الفقدان وجدت روحي مجردة من جوهرها تكاد تتلاشى في الفراغ ، طاردتها في كل داهية و هي تتمرد على القدر للنجاة ، كانت تتوارى شيئا فشيئا ، فلا أتعرف عليها في بعض الأحيان و قد لا تجمع الصدف بيننا لنلتقي و نشارك الألم الذي يعدمنا من الوجود ، أنا و الروح عشيقان ، لكن الحب الذي كان بيينا لا يمكن أن يصنف من ضمن لائحة العشق المزهر الذي يغذي الروح حياة و انشراحا و الذي أيضا يغمرها بورود حمراء التي يكاد أن يستخلص منها الهيام عطرا ، الناظر لها ذوبانا في الإعجاب ، تغري النحلة فتعتصرها رحيقا و تحيي الطبيعة الآسرة ألوانا ... لكن الورود التي قدمتها لروحي كانت سوداء ، تفوح منها رائحة الموت و تروي التشائم شحنة لا مثيل لها ، إن الظلام لكان شهيدا عند انتصار  شروق الشمس في حرب هيمنة الإضاءة ، الموت ما كان إلا طقسا من طقوس الحياة البشرية بطريقة أو بأخرى التفاؤل قد يتقاعد و يبقي مقعده شاغرا .

يا روحي ، إن الشوق يذبحني أثناء ضياعك ، إنه اغتراب حقيقي عند بعدك عني ، أعلم أنك سجينة لعذاب سرمدي كانت قضبانه كلها أوهام نسجتها أفكارك المتشابكة ، يا روحي الغائبة ، لنتظاهر أننا سنلتقي و نحضن بعضنا البعض و نبكي معا لحرقة الإنتظار ، أينما كنت الآن ، فأنا مضطجع على ذكرياتنا الأزلية ، أتوق إليك ، أتعلق بك أكثر فأكثر ، فلا تطيلي من هجرتي ، إن ورودك السوداء لم تذبل بعد لأنني جعلت من أشواكها تغرس في فؤادي لكي ينزف دما لسقيها ، أحجب عنها الشمس و أجعلها تتصادق مع القمر و النجوم ...يا ليت اجتماعنا نسيب. 

بقلم : هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...