Monday, March 18, 2024

روح الكاتب

 


لطالما خُيِّل إلي أن القلم لا يكتب بدون الهام، و أن الروح لا تَثْمِل إلا بعد احتساء كل انواع المشاعر المبعثرة في آن واحد، بينما أن الواقع ينقذ مفاهيمي الأولى و يبرهن على أن القلم يصاحب روح الكاتب، و لا يفارقها أبدا حتى لو غاب الالهام و طغى الضجر  على ليالي خلوة القلب مع كلماته الصادقة ، يظل الشغف في الأعماق حاضنا على يقين لقاء الروح بتدفقات المشاعر   يوما ما.

البدايات و ما أدراك ما البديات، تردد و تخوف، جرأة و مجازفة، مثل البحث عن الخيط الأول المفقود بين تشابك الأفكار و في صراع الخطابات، حتى أن المداخل تتشابه فيما بينها في حين أن هناك مدخلا واحدا أوليا لعبور ممرات الحيرة و التخلي لبلوغ مقصد تجاوز البداية و الشروع الفعلي في التوغل في ثنايا العرض الأساسي، إنها بالضبظ الخطوة الأولى لليائس عندما يعزم على اعتزال الظلمات و على التقدم نحو أنوار الأمل، لقد كانت خطوة بدون تطمين إلى بداية سرمدية العتمة أو إلى الخلاص التام.
و لا تزال الروح تحوم حول مشاعرها المهتزة بين الرحيل و البقاء، بين قبلات الوداع و ذكريات الماضي، و بين تألمها من أشواك عواقب دوامها، فتظل هذه الأخيرة متمسكة بالبداية و تظن أنها قد امتلكت النهاية معها، غير أنها تظل غافلة عن تعلقها بينهما، معلقة بنصف الأشياء.
يختلج الفؤاد في الليل المُقْمِر، فيستأنس بالأوراق البيضاء مع الأقلام السوداء، ثم ينوح حروفا و كلمات، و يعظم تزاوج تعابيره المبهمة مع بعضها البعض، اللذين يشكلون معنى لكل ما يتراكم عليه من شعور و أفكار، فتُنجَب قصائد و خواطر، فيُبدِعُ في وزن قوافيها و في كتابة عناوينها، ليصل إلى خاتمة ليلته.
بقلم: هاجر بلهاشمي

Friday, March 8, 2024

حقيقة الغريب الأخر


بعدما تُوِّج الحب على عرش قلبها المهجور، تلاشت هموم الحياة و مصاعبها، و أقدمت بدون وعي على التخلي عن يأسها و شجنها، ذاب الجليد من أراضي أحلامها، فانبثقت بذلك ذروة أمنيات الغذ القادم بالبشرى، إنها تقدِم على نسيان كل ما عصف بها من قبل، و تصِر على إزالة أشواك الماضي اليائس من ورود الحاضر، لقد اعتبرته حاضر نهضتها المرتقبة، مع أن شكوك أوهامها تحاصرها و خوفها المتجذر يقيدها، تحدت نفسها المستسلمة الهالكة في معارك الفشل و الضائعة بين زنازين عقدها و صدماتها النفسية العميقة.

لقد سارت على نهج جنون الحب، لتصادف في منوالها كلمات الغزل المتمردة، و أساليب التعبير العنيفة للهوس، فسلمت روحها لملاك العشق لعل اسم محبوبها مرتبط باسمها في كتاب القدر، أما قلبها فهو معلق بين أحضان أنفاسه الدافئة، بينما تسير مغمضة العينين، مجازفة في اختيار الطريق الآمن، غافلة عن وجود العثرات أثناء مضيها. تصادف ساحرة صوتها ناعم و بارعة في الكلام، تخبرها بأن نهاية قصة حبها تراجيدية، فلا جدوى من ملاحقة أشباح الأمنيات، و أن لديها طريقة لفك تعويذة الحب، فهل هي راضية عن تجاهل خاتمة قلبها الخاسر في هذه الجولة؟

تتناسى و تحاول تجاوز انكسارها
تتظاهر بشفاء كدمات روحها
تسير في درب الماضي
تكتم أنين قلبها و تمضي
الأشواك و الورود بقدر مجتمع
الألم و الأمل وجهان للدمعة و الشمعة
وعد البقاء
وهم اللقاء
هجر الأحباء
فهل كان الحب كذبة أم لعبة؟
أم أن القلب عجز على إدراك الحقيقة
حقيقة الغريب الأخر
بقلم: هاجر بلهاشمي 

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...