Friday, March 8, 2024

حقيقة الغريب الأخر


بعدما تُوِّج الحب على عرش قلبها المهجور، تلاشت هموم الحياة و مصاعبها، و أقدمت بدون وعي على التخلي عن يأسها و شجنها، ذاب الجليد من أراضي أحلامها، فانبثقت بذلك ذروة أمنيات الغذ القادم بالبشرى، إنها تقدِم على نسيان كل ما عصف بها من قبل، و تصِر على إزالة أشواك الماضي اليائس من ورود الحاضر، لقد اعتبرته حاضر نهضتها المرتقبة، مع أن شكوك أوهامها تحاصرها و خوفها المتجذر يقيدها، تحدت نفسها المستسلمة الهالكة في معارك الفشل و الضائعة بين زنازين عقدها و صدماتها النفسية العميقة.

لقد سارت على نهج جنون الحب، لتصادف في منوالها كلمات الغزل المتمردة، و أساليب التعبير العنيفة للهوس، فسلمت روحها لملاك العشق لعل اسم محبوبها مرتبط باسمها في كتاب القدر، أما قلبها فهو معلق بين أحضان أنفاسه الدافئة، بينما تسير مغمضة العينين، مجازفة في اختيار الطريق الآمن، غافلة عن وجود العثرات أثناء مضيها. تصادف ساحرة صوتها ناعم و بارعة في الكلام، تخبرها بأن نهاية قصة حبها تراجيدية، فلا جدوى من ملاحقة أشباح الأمنيات، و أن لديها طريقة لفك تعويذة الحب، فهل هي راضية عن تجاهل خاتمة قلبها الخاسر في هذه الجولة؟

تتناسى و تحاول تجاوز انكسارها
تتظاهر بشفاء كدمات روحها
تسير في درب الماضي
تكتم أنين قلبها و تمضي
الأشواك و الورود بقدر مجتمع
الألم و الأمل وجهان للدمعة و الشمعة
وعد البقاء
وهم اللقاء
هجر الأحباء
فهل كان الحب كذبة أم لعبة؟
أم أن القلب عجز على إدراك الحقيقة
حقيقة الغريب الأخر
بقلم: هاجر بلهاشمي 

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...