Saturday, March 19, 2022

وقت التخلي

 



اليقظة من كابوس الإكتئاب انتصار حقيقي على شيطانك الداخلي الذي يسحبك نحو الهاوية مرة و يشاهدك مرة أخرى تتعمق في سقوطك إلى أدنى القبر الذي حفاره كان أنت ، و أيضا ملك لك و لآلامك التي أصبحت قرينة لك في كل مكان و زمان إنها بطاقة تعرفيك الآن ، ألا يتسع القبر لذنوبك كلها ؟ إن الكفن اسود بما تذمره في قلبك ...

_نظرات خالية من الحياة تناظرني بها ، تكاد توهمني بأننا بالفعل في الجحيم ، أم أن النار موقدة في روحك فلا تستطيع منها فرارا ، يكاد الرماد أن يشحن الجو ثقلا تعيسا آخر ، يا لهلاكك الأبدي ! اصحى من تخدير سباتك المضجر ، فقد اكتفيت من الكلمات المدفونة بين جروحك الغائرة و لا من دموعك الحارقة لخذيك في كل ليلة ، إنك لفقط تدمرنا معا ...
_كنت أنت من جعل كلانا يصل إلى منبت الحزن ، أنت الشيطان الداخلي و أنا ضحيتك ، أنا و انت واحد الآن نتذوق من نفس كأس المعاناة ، ألا يروق لك ذلك ؟ أم أنك غرقت معي في بحر الشجى و لم تستطع أن تتلذذ بذلك الإختناق الذي لا ينتهي أبدا بومتنا معا بل إنه يقودنا إلى مرارة العذاب المتردد ، أرى أن الهون حل عليك
_إنه انهيارك يا هذا ، ألا تكاد تميز بين الحقيقة و الوهم ، أرى أنك عالق في سجن ورقي مهدد بالزوال في أي لحظة ، مع تمزق أوراقه سيتعذر عليك إدراك على أي أرضية تقف عليها  ، أخشى أن تتوارى و لا أجد إليك سبيلا ، لسنوات عديدة كنت رفيقك ، فهل حان وقت التخلي ؟
بتلات الوردة بعد أن تفرقت سحبتها الرياح ، تسير و تتلاوح في ألا مكان
الطيور المهاجرة استقرت فوق الزجاجات المكسورة ، كانت دمائهم تسيل قطرة بعد قطرة
الضباب الكثيف فوق الجبال العالية حجب جمال القمم ، فضاع المغامر في الإنحدارات المدلسة
لقد انفجر البركان بعد أن كان مخمدا لملايين السنين و مضمرا في طيات التاريخ الجيولوجي
أنا و أنت خلقنا معا لكي ننهي بعضنا البعض ، سأتمسك بك جيدا حتى النهاية ، لن أدعك تشاهد سقوطي ، بل ستشاركني فيه ، لقد حان وقت التخلي .
Written by : Hajar Belhachmi

2 comments:

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...