مع كل يوم يحتكر الفراغ على أراض أخرى من عالمي ، مع كل جرح أصاب به يحجبني العار عن الظهور ، مع كل طعنة ضياع ينعدم شعور الإنتماء ، بعد كل انهيار ، أشفق على الروح العذراء التي تتلهى بها الخبية ، فتجعلها ذابلة ذليلة ، إنها نجاسة بعد طهارة دامت لآلاف السنين الوديعة ، بعد كسر الوجوم بإعوال الوحشة التي هجرت كهفها الضيق الخانق لحرية الجمامة ، لقد كان الإنقطاع قضبانا لسجن الإيناس ، بعد احتراق الرغبة بشغف التلاشي في دوامة الشجى ، كالرماد الذي تخلصنا منه الرياح ، فإذا به ينزح من مربع إلى آخر ، و يستمر الترحل ...
إنه وقت ليس كالذي مضى ، حالة فقدان لم أعهدها من قبل ، ثقل الهموم يستأثر بالمقاومة لينهكها ثم يخضعها لعمق الإحباط ليتملكها فتصبح عاجزة عن تحقيق غايتها السامية في إقرار التوازن الذي بدونه القلب لا ينبض ، الشمس لا تشرق و الورود لا تزهر ، لم يعد الدهر كما سبق ، بل تدهور لحد ذروة الويل ، حينها ذرفت العيون المشتعلة بلهيب الحنين دموعا متوقدة كادت أن تضرم النار في الماضي الذي أصبح ذكريات مبعثرة في الذاكرة .
أسى على أسى ، في التفاني تضحية
أذى على أذى ، في جنون اللوم وفاة
بين الخذلان و النسيان ، دافع متين
بين الخيال و الواقع ، بوابة الظنون
لقد كانت تراكمات من المشاعر الذبيحة و بعض من الكلمات المدفونة داخليا ، سعت للفصح عن كل الاختلاجات و الاحتضارات ، مهما بلغت رفوف كتب المعاناة ، لن تعبر أبدا عن حدة تكدس الشجن .
بقلم : هاجر بلهاشمي

I liike it, the darkness 🌚
ReplyDeleteIt is wonderful
Delete