منتصف الليل ، و الغرف مظلمة ، السكينة و الطمأنينة حلت على بعض القلوب و العقول الغائبة في عالم أحلامها الخاص .... من بين تلك القلوب كان هناك فؤاد منكسر ؛ لأنه خذل و احترق . كانت تنزف في صمت رهيب تطلق العنان لدموعها للإنهمار مرة و تضغط على على مشاعرها مخافة التلاشي مرة أخرى ... كأنها عالقة في صراع داخل جلدها ، فعلا أنها تقاوم و تحاول جاهدة الصمود في وجه موجة الابتلاءات الشقية التى واجهتها لفترة طويلة ، تصاعدت صرخات روحها المتألمة و تسارعت نبضات قلبها المتوجع
حاولت قتل آلامي و لكنني اكتشفت بعدها أنني أقتل نفسي ببطئ ، فهل أتظاهر بالموت بعد جمود كل خلية تكونني ؟ أم أنغمر في الوحد الخانقة ... أ لهذه الدرجة أنا متأخرة لإنقاذي ؟هل لا أمل لي؟بعد الآن في النجاة ؟
أشك أنني في مرحلة عقم الشعور بالتفاؤل ،و من يجب علي أن أنادي ، على أقربائي الذين يجهلون كل ما يحدث ، أو البكماء لمصادقة الشياطين التي تجاورني ، أو أتابع في تمثيل دور الأبكم فقط الذي يناجي نفسه ، مبهما لدى الأخرين ، مغتربا عن آناه ، الذي يبحر في هذه الحياة مستكشا لها ، غير أن قاربه تدمر لإنه لم يستطع مقاومة كل تلك الأعاصير و الأمواج العالية ، فلا حياة لمن تنادي ، إنه الآن يشاهد ابتعاد الضوء رويدا رويدا ، و هيمنة الظلام فيما بعد ... إندثار في بعد يحكمه اللبس ، سيده الإختناق و عبده الإستساغ . إنه انغمار تام في الوحدة المطلقة حيث همشت شعارات السبل
No comments:
Post a Comment