قالت و الفراغ يملئ قلبها : جروح السكاكين لا تؤلم بعد الآن ، النزيف هو الشيئ الوحيد الذي لايزال يمنحني شعور الاستمتاع .
لقد كانت روحا غارقة في الظلام ، مقيدة بسلاسل قدر مشؤوم ، تعاني سرمديا من أسقام ، جعلت بصرها يعتم ، مهما حاولت الابتعاد عن الآلام و الهروب من اقتراف الآثام ، كان مصيرها الاصطدام ، كم من مرة عزمت على اعتزال الاستسلام ، لكن ثقب الخلو على دوام ، يبتلع كل ما بداخلها و يجعل هيمنته تتراكم ، و كم من اتفاقية أبرمت مع شياطينها لتحقيق السلام ، لكن النوايا الشريرة لا تستقام ، وعودهم الزائفة سراب من أوهام .
أصوات داخل رأسها تتشاحن ، في كل ليلة من ليلالي الحزن ، رجاء للخلاص من التعفن ، في مستنقعات انحلال الجثث عن الكفن ، إنهم ضحايا الشجن ،
حيث الندم يستوطن ، أرواح سعت نحو النسيان ، ماضي سوداوي يحتضن ، بعمق جروحه لا تستهين ، بالصمود استعين ، بالانجاء اطمئن .
أضافت ببرود : لا أشعر مطلقا كوني إنسانا .
أجبتها بشغف :
ماذا عن عشقك للفن ؟
ماذا عن تعمقك في الخيال ؟
ماذا عن أماني البزوغ ؟
أم أن الآمال في سلوان
و الوعي في ضلال
و القلب في تفرغ
نبضات فؤادك
ابداع روحك
رهيف مشاعرك
توحي
بالحياة
و المهجة
اصحي
الفطنة
والقوة
تسلحي
بالروية
و الجرأة
اصرار نفسك
أروي عطشك
صاحبي ظلامك
ماذا لو كانت ظنون
لاستهلال
تمهيد مبالغ
أم أنه وهن
استفحال
الواقع اللادغ
بقلم : هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment