Thursday, December 15, 2022

شعلة الحياة الباردة

 مهما طال كفاحي مع الألم ، يرغمني على الاستسلام و على الخضوع له ، سلاح مقاومتي كان الإيمان بشروق يوم لا أحتاج فيه أن أصنع ابتسامة مزيفة و لا روح نشيطة ، لكن هذا الاخير يعجز عن تدمير عدوي الألم بل يجعله أكثر شراسة في معركتنا و أكثر قسوة في تحطيمي إلى أجزاء لا أكاد أتعرف عليها ، أهذا ما يسمونه بالضياع ؟

لقد ارتديت الأسود حدادا على تعذيب نفسي بمخذر الألم ، انعزلت على جميع الألوان ليس رغبة، بل هروبا من حقيقية وجود الأمل و الهناء بجواري . لكن مع ذلك الأسود يليق بغرابتي و غموضي اللذان يضيفان لمسة الانفراد على مظهري ، حيث أن النار الباردة و الشتاء الدافئ طابع من طباعي.

إنه موسم الخريف المتباهي بأوراق الأشجار البرتقالية ، حين يعزف لنا الريح نغمة حزينة تحتاج لخشب الأشجار المحترق ، موسم التقلبات وفراق أجسادنا للأمواج ، بين الحنين للبرودة و التخلي عن الحماوة .
اعتدت على البوح بكلماتي اليائسة لتخفيف جرعة الألم الأبدية ، مهما بلغ الألم في ذروته سأقاومه ، مهما تجاوزت دموع الوجع في تبليل وسادتي كل ليلة ، مهما زارني ملاك الموت و ترجيته للمجيئ مرة اخرى ، سأحارب في المعركة الداخلية حتى اخر قطرة دم رغم أن النزيف لا يتوقف مع طعنات الحياة التي لا ترحم .

بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...