إلى متى يا صغيرتي ستتألمين من وقوعك و ستبكين على الجرح النازف، إلى متى ستتأملين أن ينقدك القدر و يقلب رأس على عقب كل الموازين لصالحك و متى ستستيقظين من أحلام يقظتك لتصفعين بالواقع المحايد الذي لا لوم عليه في إحداث الخيبات أو المسرات، أنا أخاطبك لكي تنهضي بعد انهيارك و تمسحين دموعك التي لا يمكن أن تكبتيها بداخلك، أنا أتحدث معك لكي تناقشي وعيك و تستنتجي أن الحياة سريعة الزوال و شبابك أيضا، فلا تكوني عقبة في طريقك و لا حملا ثقيلا على عقلك، إياك و أن تصبحي الفراغ أو اليأس لروحك.
أعرف أنك تصيحين الآن بأنك ضحية امتلاك قلب رهف لا يتحمل الأحزان و لا الخذلان، أنك ضحية ألم يفتك بروحك و لا تستطيعين شفاء جذوره المجهولة، و أعرف أنك قد تضجرين من قراءة سطوري لأنك بالفعل قد فقدتي الرغبة في مواصلة البحث عن هذه الأرض القاحلة بداخلك و التي تحتاج إلى العناية و الحب لتصبح جنة مزهرة مرة أخرى، فدعيني أهمس لك عن قصص معاناة جسدتها في كلمات و حروف باسم "الظلام حول الشمس" ، فلكل شخص حكاية بائسة نعيشها و نتجاوزها في الاخير.
أنت ذات حرة، فتحرري من قيود الآلام، و استغني عن ضعفك الذي يرمي بك في سجن الاسقام، أنت سيدة قدرك و المتحكمة في أمواج بحر همومك، سواء أن تصعدين بارتفاع الموجة أو تغرقين في ظلمات الهاوية.
فلا تجعلي البكاء سلاحك الوحيد في تهدئة العواصف بداخلك.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment