عند شجرة السوسن المزهرة، سقطت زهرة سوسن بنفسجية اللون على خصلات شعري، أخذتها و تبشرت بها كأمل متجدد في الوصول للسعادة التي دوما ما فهمتها على نحو أن أكون معك، لكن مفهومي لم يتقارب مع منظورك الخاص، لأنه كان بعيدا كل البعد عنه مثل بعد السماء على الأرض. قطرة مطر سقطت على يدي ثم أخرى لينهمر المطر فيبللني، حينها أدركت أن وعد البقاء معا لم يكن أبديا، و أن أمل زهرة السوسن كان أمل المضي بدونك.
فتخلى يا قلبي عن كل حبك و مشاعرك للذي لا يستحقك، أحرق كل رسائل الغرام التي أرسلت بصمت، انفصل عن الماضي الأسود الذي يذكرك بمأساة استنزاف احساسك، إعتزل ضياعك في جنة تخيلتها، إنها مجرد وهم يسحبك للهاوية، استيقظ من حلم كنت مع مالكك لأنه سراب يضمحل بعد اتصالك بالواقع، تراجع للخلف و لا تترك أي آثار لوجودك في مكان لا تنتمي إليه، تجاهل نبضاتك المتسارعة عند الاقتراب من عذابك العاطفي، ارمي كل أمنيات الاجتماع في يوم من الأيام، غادر فحسب بدون وداع و لا دموع كأنك لم تكن هناك أبدا، لا تلوم نفسك على الوقوع في شغف عقيم، أريدك أن تتجاوز العشق غير المتبادل، لأنه قد حُرم من طرف القدر، فلا تعترض على حكمة المكتوب، و لا تحزن على ما مضى، فقط أمضي في طريق أخرى، لعلك تصادف قدرك فيشفى جرحك بأمل حضور من سيروي عطشك بدمه تضحية لك، من سينقذك من مخالب الذكريات، من سيجدد روحك المتبخرة مع نار الفراق، من سينعشك و يحييك لتحب بلهفة أكثر، فقط أمضي و لا تنظر لما تركته خلفك، لأن في المضي حياة اخرى.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment