حين تصبح المواصلة في أي شيء عبئا ثقيلا على صدرك، و حين تتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق داخل عقلك فقط، إنه وقت عصيب و موسم ذبول الأزهار، تجرد الطبيعة من ألوانها و عطورها و تفقد الأشياء معانيها فتحاط بالفراغ، و تجد نفسك على حافة الهاوية مستغربا كيف وصلت إلى هنا و ماذا يجب عليك أن تفعل غير أن ما عليك فعله واضح جدا، ألا و هو التراجع للخلف و العودة إلى بر الأمان، لكن أنت الآن لازلت محتارا بين الرجوع أو البقاء.
نحو التوازن و إلى الاستقرار تسعى النفوس، انها معادلة حب الذات، مجهولها ينتمي إلى مجال الرضى بأعمالنا و قدراتنا، الحل دائما أمامنا لكن سراب الأوهام يحجب عنا مخرج الهروب من كل ما يقيدنا في زنزانة اليأس، في التفكير في إمكانية وجود الحل لتلك المعادلة المعقدة للحياة، ليت التحرر من كل ما يسحبنا إلى عبودية الأحزان مجرد جرح يشفى مع الوقت، و لعل الشفاء من مخلفات الماضي يكتسب من حاضر مزدهر، يستطيع أن يحضن ذكرياتنا المتشردة و يبني لها مأوى فتترتب في ذاكرتنا و نمضي.
من التجارب الفظيعة نقتات القوة للمواصلة، و من الأخطاء السابقة نتعلم مهارة تصحيح اختياراتنا، لكل تلك الدموع التي بكاها قلبنا من وجع الانكسار، و كم من مرة تمزقت روحنا من الخيبات المتتالية فأصبحت بائسة. أنا أرى فيك شعلة حياة باردة، تدفعك نحو الشقاء أكثر فأكثر، تحترق و تتحول إلى رماد، تعصف بك الصدمات و تتغير بك الأحوال إلى تخفيض التوقعات العالية، لذلك الأمل للنجاة من اختناق حبل المشنقة حول عنقك، و لضوء القمر و النجوم في الليل الأدهم، انهض و واصل حتى لو أصبح كل شيء بلا معنى.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment