لطالما رأيت في صمتها ضعفا، و في برودة ردود أفعالها سكونا مفرطا، تظهر لك كالظل الذي يختفي بعد غروب الشمس، و تزيد شكوك حولها أكثرحين تقرر مشاركة بعض الكلمات الغريبة معك، لا تكاد تميز بين رضاها و استيائها، تشعر أنها قريبة جدا لقلبك لكن في نفس الوقت تراها بعيدة عنك بأميال، و ليس لك علم لكيفية تصحيح كل هذه التناقدات، و كأن هناك دائما حاجز بين أرواحكما، يمنع ذلك التواصل العميق بينكما، و في مرات أخرى تستغرب من قوة صمتها، و من جرأة ردودها، فتتسائل كيف لبركان خامد أن ينفجر، و لنهر ثابث أن يتسبب في فيضان، و لجو متعدل ان يضطرب و يكذب توقعاتك. إن كل التغيرات المفاجئة لا تنبعث من العدم بل لها دوافع صعب التنبؤ بها مسبقا، و كذلك هو طباعها، الغامضة المظلمة.
تتسم كلماتها بالنضوج
و تتزين آرائها بطقم الانفرادية
تبدع في عالمها الخيالي
تختفي عن أنظار المتشابهين
و تنجذب للطاقة المظلمة
إن آلاف الأصوات الداخلية تخاطبها في آن واحد، لتتوقف، لتستمر، تأمرها بالصمت مرة و تشجعها على التكلم مرة أخرى، تتركها في حيرة من أمرها، إنها شبه ضائعة في حقول الأوهام، تجد نفسها أثناء نبضات قلبها معلنا عن الحياة، أما روحها فتظهر لها جوهر الأشياء من حولها. الثورة تنبثق من أعماقها مناضلة عن غريزة البقاء، للصمود في معارك مأسوية، للقتال في سبيل إنقاذ ما تبقى من شغف للابداع، و من رغبة في العيش في عالم يراها كغريبة.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment