الحياة كلها ألحان و ألوان، نستمع إلى نوتاتها و نرى تفاصيل انعكاساتها، تعزف و ترسم لنا، تستغل وجودنا أثناء ابداعها في تشكلينا كقطع تكَمِّل بها لوحاتها الخاصة من النشوة العالية و الألم العنيف.
نحن ننتمي إلى الحياة، نتشارك معها في رحلة قصيرة الأمد لكي نستمر فيما بعد و نترك الحياة خلفنا تستقبل عناصر جديدة لفنها الفاني و نغرق نحن في سيرورة غامضة لانهاية لها.
الغد الجميل، المستهل بآذان فجر يُسمع في كل الأرجاء، صداه يلمس الأرواح النائمة و يناديها للاستيقاظ، فكل الجوار يبعث الأمل و الحيوية، و ذكريات الأمس تتدفق في أحضان الماضي القريب.
في هذا الصباح، أشعة الشمس تتسل إلى مرقدنا، تكشف عن ما أختبأ خلف ستار ظلام الليل المحتضر، إلى الوضوح و النور ينتقل فكرنا، فهناك أفواه تتلوا الصلوات بخشوع و هناك من يصدر عنه تنهدات الأمس، أما أخرون فيخضعون للروتين اليومي القاتل، و لكل واحد منا طقوسه الخاصة في افتتاح صباح يومه و حتى إن تعددت الأساليب فالهدف واحد، لأننا كلنا نسعى إلى كتابة عنوان البداية.
إنه صوت داخلي يكلمنا جميعا، للاستسلام للأيام بالمضي، للسماح لسفينة الحياة بالابحار، و لترقب تناوب الشمس و الليل مع بعضهما البعض، هذا الصوت الذي أسميه بالفطرة، يردد نفس الكلمات في كل وقت نشعر باليأس الشديد للاستمرار، في كل آن نريد أن نتمرد فيه على قدرات ذواتنا الضعيفة لاختيار بدايات الأشياء و نهايتها، إنه يردد كلمات حقائق الحياة.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment