في درب الحيرة كتب اسمي، امتلكت فيه منزلا منعزلا، تدور حوله القرارات المتعددة، و تتفرع منه الأفكار المبعثرة، تبعد عنه العزيمة بآلاف الأميال، و يطل على بحر الفقدان، يتوارثه أجيال الضياع في متاهة الحياة، يلوحون بالمناديل البيضاء لسفن الاستقرار النفسي و هي تتوارى شيئا فشيئا خلف الضباب ، يودعون الماضي بذكرياته، و يتراجعون لاستقبال غموض المستقبل القريب، لعل الزائر القادم يحمل رسائل حاسمة ينتهي معها الانتظار القاتل، و يتبين منها السبيل إلى أرض الصلاح، حيث يوجد ضوء الأمل في اخر النفق المظلم.
غريبة في مناجاة نفسي
دموع الهائم أحتسي
سنوات من التقاعس أقاسي
حينها الروح باليأس تكتسي
إن المآسي في زمان لا ينسي
حيث كل شيء يؤول بشكل عكسي
قطفت وردة من حديقة الحظوظ، أقامر ببتلاتها عن مصير يوجه بين الاستجابة و المعارضة، فتغلب علي التوقعات المتشائمة لكي أنغمس مرة اخرى بين موجات الحيرة. أليست الحياة بخائنة عظيمة؟ نندفع نحو العيش تحت أمنيات الغذ التي لا تكاد تتجاوز سوى السلام و النجاة، لكننا دائما ما نصفع بتواجدنا الصاعق في ساحة المعركة التي لم نفكر بالمشاركة فيها... معارضة ثم بتلة الوردة الأخيرة للاستجابة؛ مهما ضاعت بنا الطرق، سنمر من درب الحيرة، لا لكي نتوه أكثر، بل لايجاد أرض صلاحنا من جديد، ربما نمر فقط لنأخذ معنا مصباح الأمل لننير ذلك النفق حتى و إن كان دامسا.
بقلم: هاجر بلهاشمي
