كل الحكاية بدأت منذ نهاية مطاردة السراب لزمن طويل، حين ما تصفع الأحلام بصفعة القدر الجامد، و تنكسر صورة الأهداف إلى تأويلات فشل مشوشة، إلى أين الآن؟ و الطريق الوحيدة تدمرت جسورها العابرة للضفة الأخرى، إنه انعزال على حدود منطقة احتلال الضياع، فيها يعدم الابداع و تعتصر فيها الروح شوقا. ينتظر الضعفاء موعد الاستقلال، و أخرون يصلون لمعجزة النجاة، بينما الشجعان يعلنون المقاومة و يعترضون على الاستسلام، حتى و إن كانت التضحيات نفسية، فلما لا نصمم على الفوز بشرف المحاولة حتى لو في حرب خاسرة؛ دائما ما ننحصر داخل وهم النهاية عندما تهدم جميع خطننا المسبقة، فنجد أنفسنا أمام معضلة تظهر في بادئ الأمر معقدة، لكن إذا فقط حاولنا أن نفكر بطريقة عقلانية متفائلة، حتما سنصل إلى الضفة الأخرى.
هناك ظلام حول شمسي، و دموع مسجونة بداخلي
الروح تتنفس كلمات اليأس، و القلب ينبض للآمال
شرارة الحياة يحيطها اللبس، و الرؤية يغمرها ضباب الأهوال
طال الانتظار على أرض يابسة، فمتى تهمس البشرى في مسمعي؟
أجول بين الغرائب و البديهيات، أين يوجد اليقين بين دروب الشكوك؟
يستلقي العار و الماضي معا، فتدفن معهما مشقة التخلي
تتراجع إرادة النفس عن بلوغ النهاية لتقف على
عتبة الاستهلال
فلا قدرة على هجرة منسية، ولا عبور الأميال يوصل وهميا للاضمحلال
تنقضي الأيام، تلتهب الآلام و تهب الرياح بشدة على شموعي
رحلة الاستنباط من التأملات لا تنتهي إلا بالعثور على الحقيقة العارية بعد التهالك.
بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:
Post a Comment