لحن الفراغ

 بلحن الخيبة تطرب أفكاري التي لم أجد لها قوة لحملها كلها، لقد كانت ثقلا جسيما على عقلي الذي جعل من سهر الليلالي زمنا للتأمل المروع، بلحن اليأس أريدك أن تقرأ كلماتي لعلك تشعر بكل تلك المشاعر المتراكمة على قلبي المختنق من واقع ذميم، لأن نفسي لا ترضى به، و أحلامي تتبخر في أحداثه، فإذا بها تجرد من طعم ارتقائها لأمنيات لتدنس و تصبح كوابيس حقيقية لا ستار على آلامها المتواصلة، بلحن الضياع ترقص روحي في ألامكان، تبكي بحرقة في جنازتي الداخلية، إنها مقبرة الفقدان حيث القبور ضيقة و مظلمة لا يوجد بها مخرج للهروب من عذاب و حساب منتظر، أسمعت من قبل بألحان الفراغ و هو يعزف على آلة لا توجد و لا تصدر صوتا؟ نعم إنه ذلك الصمت الرهيب بعد عدة صدمات في الحياة، حيث لا نهاية لمقطوعة الفراغ في سحبك نحو دوامة الخلو و الانعزال في بعد آخر، هناك تنتصر فكرة العدمية.

رعب مثير و حزن متجذر
إنه احتضار و ذبول للأزهار
إنه انفطار و هيجان للبحار
إنه انكسار و  جفاف للأمطار
عبارات تتناثر و وجدان يتبعثر
لقد كان نفورا من الانهيار
و اهدارا للاستشعار
فلا تنبهر بالأنوار
و لا تقدر الازدهار
إنه فقط هوس للانصهار
مع لحن الانتحار.
بقلم: هاجر بلهاشمي