في بعض الأوقات أنغمر في دوامات الحزن التي تسحبني نحوها دائما، هي نفس الفترات التي ننخدع فيها و نعيش مع وهم الألم النفسي، نستيقظ من كوابيسنا الداخلية التي مأثرها الأول هو نفسنا المتعطشة للذة المعاناة و لتجربة مخذر الوصب، بين كل تلك الأفكار الكئيبة لا نجد قلبنا إلا سجينا لنية الإطاحة بالمقاومة و الهروب من شبح الكفاح لإبقاء شعلة الأمل متوهجة، خواطرنا في حيرة و ضائعة، مبعثرة و مفقودة. و هكذا نظل على حافة اليأس قدمنا الأولى على بر الآمان مع صلواتنا المتخشعة لخالقنا للنجاة، و قدمنا الثانية على الفراغ حيث النوايا تصاحب الانحراف المخرب للحياة الدنيوية، و هذا أيضا ما أعتقد أنه توازن في تدبيير النفوس، فمن منا لم يتذوق طعم الحلاوة و المرارة في هذه الحياة؟
في هذه الأوقات أتناسى جمال الكون، أشعة الشمس و السماء الزرقاء، لا أتأمل النجوم الساطعة و لا أمواج البحر الصاخبة، أغفل عن مراقبة السحب و هي تسبح في الفضاء فوقنا جميعا، لا أتزين بألوان الطبيعة الخضراء، الصفراء، البيضاء و البنية... و فقط أرتدي رداء الظلام الأسود، لا ألمح الطيور المهاجرة من مربع لآخر و لا أوراق الشجر المتساقطة، أتغاظى عن جاذبية الورود الوردية و الحمراء، و لا أحس بالرياح التي تدفع شراع للقارب من الابحار و أستبعد معجزات الخلاص من قيود المأساة.
عند هذه الأوقات تمنيت لو بأحد لا يخاف هيجان البحر ان يبحر لينقذني من الغرق تحت ظلمات الأسى، أن يستمع لقصص قلبي الموجعة التي لا تنتهي إلا بموت الأحزان، أن يدرك أن خلف هذا الطباع القاسي و البارد روح حنونة و دافئة، و أن لا يتخلى علي عندما كلتا قدماي تكون على عتبة الفراغ.
ربنا هو الأعلى، هو السميع و البصير سبحانه و تعالى، برحمة و طمأنينة تحل على قلوبنا فتشفى، مع نعمة النسيان و طبيعة الزمن بين الماضي و الحاضر و المستقبل نتجاوز الجروح قديمة و نتعافى لكي نستقبل من جديد بشائر و أوجاع. فلا تيأسوا من رحمة الخالق في خلاص أرواحكم من الشقاء.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment