Sunday, January 22, 2023

رقصتنا الأخيرة

 لطالما تخيلت نهايتي وحيدا و محاصرا بأشواك التعاسة، و كم من مرة أقدمت على تسريع الوصول إليها عبر محاولات أفشلها القدر الحكيم في تمديد ألامي اللامتناهية و يستمر الوجع في ابداع مقطوعات اخرى من صراخي الصامت و الداخلي. عسى أن يزيد العذاب فأتلاشى و أن لا يتوقف السقم حتى أحتضر و أقترب للموت الذي أنا على بعد خطوات قليلة منه، إن اللحاق بالأمل كان مجرد فخ لتوهيم كياني بحبل نجاة أتمسك به، فإذا به يكون حبل المشنقة حول رقبتي ينتظر حكم التنفيذ، لكن لازالت قدماي تطأ على كرسي الصبر و المقاومة.


إن حروفي لشاهدة على جنازة أفكاري
و على فيضان سد الدموع على سطوري
و على مدى قسوة الظلام في انشطاري
ألفتك يا همي في احتكاري
و عشقتك يا تعاسة في انحداري
و انهمرتَ يا جوى فإذا بك وقودا تُشعل ناري

كان هذا دائما مصاحبا لتخيلاتي، لكنني وجدتك على يساري، تحملين معك سما يلقب بجنون الحب يجعل من الألم متعة و من البقاء للأبد حلما، كنت بفستانك الأسود تتألقين بين النجوم في سماء الأحزان، و على شفاتك أحمر شفاه دموي يوحي بمجزرة هلاك الرغبات و الشهوات، وجدتك و على يمينك وردة بنفسجية ذابلة، قد توفت بين حضنك متراكم المشاعر الميتة، رأيتك و أنت تلقي بتعويدة القمر على البحر ليهيج و تتراطم أمواجه مع بعضها البعض، ليعزف لنا لحنا لرقصتنا الاخيرة، فنغرق معا و ندفن الأسى و الندم المطارد لأرواحنا اليائسة.
بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...