في كل صفحاتي، منحت جمالا للظلام بعبارات عميقة مستخلصة من خواطر النفس المدفونة في ذواتنا الخفية خلف حواجز أسرار علوم الانسان النفسية، و هذا لأنني تذوقت طعم الابداع في هذا المنحى الدامس، و كل ما أردت هو أن أحضر طبق الظلام على شكل كتابات تحمل معاني عاطفية بالخصوص، أنظمتها على أوزان شعر حر و أفكار مبعثرة تحمل مشاعر القلب و الروح معا و كذا حكم قد استنتجتها بعد عدة معارك مع الحياة و مقاومة للاحباط و اليأس؛ و هذا ما سيجعلني أضيف أن الجمال يمكن ايجاده في الظلام أيضا.
جرأة الاعتراف بهموم الدنيا و آلامها هو خطوة أساسية لتقبل كل الصفعات الي نتلقاها من الواقع، إن الأبيض و الأسود لونان الحياة، من تفاؤل و تشائم نمر منه، و كم مرة قد فقدنا الأمل و تمسكنا بحبل النجاة. أما أنا فاخترت اللون الأسود ليمثل كتابي الأول، لكن أريد أن أشير أنك ستجد بصيص نور في اخر النفق المظلم، و أن الرياح القوية قد لا تطفئ شمعتك إن حميتها، و أنك ستدرك أن في الفشل قوة تحفيز للانتصار في المرة القادمة.
بالحب الصادق النقي تحيى أفئدتنا الباردة، و حتى إن بعدت المسافات بين الأرواح و مزق الفراق كل ما شعرنا به اتجاه الاخر، سنمضي و نعشق من جديد، و إن كانت الوحدة هي المصير الأبدي ففي حب الذات خير و اكتفاء. شغف الكتابة رافقني منذ الطفولة، لطالما كان الأنيس الوفي في أيام الشقاء و كذلك أيام المسرة، في سطوري روح كاتبة تتنفس بين كل حرف و كلمة، و في كل عنوان أدون عاصفة الهام عصفت بأفكاري فما كان مصيرها إلا أن تكون بين يديك الآن، تقرأها و تتمعن فيها الآن، فخذ(ي) معك شمعة لتنير طريقك نحو فضاء يكون فيه الظلام حول الشمس.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment