لآلاف القرون أنتظر قدري التي ستحررني من قيود لعنة الخذلان في الحياة السابقة، تجدمت كل خلية من جسمي حتى أصبحت الأرض التي رقدت فيها تسمى الأرض الجليدية المحرمة، لا حياة عليها و لا أي نجاة منها، مكان بدون زوار، لا يستقطب إلا الأرواح المجازاة بعذاب الرقود الأبدي، لقد كانت المشاعر ضحية جريمة الخيانة بطعنة سكين الحب، إن ما يؤلم أكثر هو قرابة الخائن من قلبك فلا تقدر أن تبرر فعله الشنيع لأنك لم تتخيل يوما تلقي جرح عميق يخترق كل حواجز المنطق و يضرب بوفاء و اخلاص الحب عرض الحائط، و هذا ما قد يتسبب في برودة داخلنا مما يجعل الأراضي المتجمدة تكتسح على مساحات دفئ
الاحساس بالاخر.
الدهر يمر و أنا في معاناة الانتظار لأني تمسكت بأمل الالتقاء بقدري الحقيقي، لأني أؤمن بأن لكل شخص نجم خاص به، توأم من عالم موازي خلق من أجله، و روحا اخرى عشقته بالماضي و المستقبل، لقد كانت فقط مسألة سنين و أمكنة مختلفة... لكن أخشى ان روحي تعلقت باخرى هجرت إلى مربع الزوال، فيحكم علي بأبدية التجمد في الوحدة و اعدام المحبة في فؤادي، كأنه حظر لميلاد شعلة الشغف من جديد و منع لهيجان بحر الرغبات التي تحرق مشاعرنا هياما.
فلما لا تسمعين أنيني و يوجهك احساسك لأرضي الخالية لكي تكسري هذا الوجوم المريب بين عقلي و قلبي، أنا ضائع و ميت بدونك، ولهان و مجنون في خيالك، أنت ملاكي المنقذ من مخالب الكره و الانتقام، من قوة الشر المدمرة و الهوس الشيطاني الذي أقاوم تغلله بتجميد نفسي، أنت حياة لفؤادي المحتضر بين طعنات الماضي التي لم تفارقني يوما من ذاكرتي.
سأظل مترقبا لقدومك و متلهفا لحضنك
سيبقى قلبي ينبض لك و يتمنى لقاء روحك
دعيني أتغزل بك و أحميك
إن ثمن قبلتك هو رقود أبدي في أرض متجمدة
للمغفرة أسعى و للذة شعورك
إن للحب قوة إذابة الجليد من الأفئدة
للايمان أرعى و لقربان تضحيتك.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment