عبارة أرفع قلمي و أكتب على الورقة قد انتهى زمانها بالفعل، الآن ألمح انعكاس وجهي على شاشة هاتفي قبل أن أستخذمه و أنا في أوج الاستلهام من المحيط الخارجي، من طبيعة، أشجار و طيور، و من خبايا الأفكار الداخلية، من أراء، تأملات و استنتاجات، أصابعي تضغط على الحروف بدون أي تركيز نظرا لاستخذام لوحة المفاتيح مرات عديدة. الشمس الساطعة تغازلني بأشعتها اللطيفة و الأشجار يخيل لي أنها ليست تابثة، تتحرك ثم تختفي من مجال رؤيتي، لكن الأمر المنطقي هنا أنني التي تسافر و تبتعد عن مكان الانطلاق، إن الجبال الشاهقة و الأنهار تقاطع كتابتي و تلهمني أكثر، فأميل إلى وصف جماليتها و مدى تأثيرها بنفسي المتأملة، السحاب أيضا يأسر اهتمامي بأشكاله العشوائية التي تدفعني إلى محاولة تفسيرها و تمثيلها بأشكال أدركها، أليس هذا ممتعا؟
في هذه الطريق أتنقل ذهابا و إيابا، و لا أتوقف عن مشاهدة المساحات الشاسعة التي تعطي طعما للسفر، مناظر تصادفها مرات قليلة في الحياة اليومية في ازدحام المدن و اختناقها من أعمال البشر الأنانية في استعمار الأراضي الخضراء... إنه منظر أخر يجذبني في كل مرة أراه، أرض خصبة زراعية، و بقر و أغنام تعيش في كل هدوء غير مبالية للأحزان و لا للمشاكل الدنيوية التي تهلك عقل الانسان، ثم هناك الرمال الذهبية التي تكتسح أغلب المساحة، لأرى بعد ذلك خلف هذه الكتبان الرملية بحرا منعشا للروح الجافة، و لا تكف هذه الطبيعة من ابهاري و كذلك التطور الذي وصل إليه الإنسان بعدما صلحت ميولاته و توجه بها نحو الصالح العام، إنه مزيج من الفكر و الطبيعة، الناتج عن الابداع الرباني.
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment