Saturday, March 11, 2023

تذكرة قطار النسيان


أنا و خيبات أملي في محطة الضياع، تلومني على توقعاتي العالية التي جعلتني أحلم بطبيعة خضراء مزهرة، تسود فيها أشجار كثيفة الأغصان و على أوراقها يمكن أن تكتب قصيدة الأربعة أشطر، في كل مكان تجد الأرانب اللطيفة تأكل من ربيع حقولها الشاسعة، بين هضباتها انزلاقات مسلية و مدهشة، يأسرك الفضول لاكتشاف ما تخفيه عنك من جمال اخر خلف أسوارها، من أنهارها الجارية التي تطهر كل ما  قد تحمله من أتعاب و هموم، كأنها مياه مقدسة تزيل عنك كل الشرور و السيئات، و لا يمكن أن لا تفتن بقهقهات حوريات النهر الحُسْنيات، و أن لا تعشق تفاصيل ملاحة أرواحهم الصافية... و قلبي الذي يخفق انبهارا من غروب الشمس و من ارتداء السماء لوشاح الليل المزين بنجوم لامعة توحي بلوحة معناها يميل نحو اسم "الظلام حول الشمس" حيث الأمل لازال يوجد بين ثغرات الألم، حين يأخذك الفراغ إلى اللامكان و يظهر خليط اللونين الأبيض و الأسود لتتوارى بين درجات اللون الرمادي، في كفن الاستحضار معجزة نجاة، و بين أمواج البحر الهائج قوة هائلة توجه سفينتك للفرار إلى بر الأمان، حين تدرك أن أبدية المعاناة ليس بعقاب و إنما بخلاص من سجن الأوهام، و هنا ينتهي الحلم بعاصفة ثلجية تحجب كل هذا الجمال تحت طبقات بيضاء، تكاد توهمني باختفاء كل ما أسرني من قبل ليتجمد قلبي في قلعة الزمهرير.

و لازلنا ننتظر قطار النسيان في محطة الضياع، كانت تذاكره عبارة عن شهادة تعلم درس محدودية التوقعات، في هذه المرة قلبي يهتز صدمات و اخفاقات، يصرخ مناديا الذكريات للرجوع، و يبكي أثناء لحظات الوداع.

بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...