Thursday, April 6, 2023

القلب المنفطر

 

انفطر يا قلب، فلا أحد يكثرت لأنينك

من الخذلان جعلوك تعاني و من الخيبة أطعموك

انكسر يا قلب، فالحب الصادق لم يكن  يوما من نصيبك

لكل ذلك الرماد الذي نتج عن احتراق مشاعرك


أريدك أن تبكي ألما و أن تخضع لمرارة الواقع

أتذرع منك أن تصرخ رافضا أن تقمع

أو حتى ان تسمح بالوداع بينما أنت تنصت للأوجاع

اتمنى لو كنت ولدت مقاوما و لطبع العناد متبعا

ما كنت لتنزف ندما لكونك متراجعا


إن الزمان و القدر كانوا عليك متآمران

و ما بك إلا أن تكون غارقا في السلوان

أكاد أراك مضطجعا على سرير مدفون

عمق قبرك يتعمق أكثر، أرجوك لا تكون للرقود مطمئنا

ألا تسمع دقاتك تنبض و تعزف لك ألحانا

لكنك لازلت تتصنع الصم و لأواهمك سجين


عاجز عن التعبير و مبتعد عن السلام

تتشبه بالأموات لكنك ناجي من الظلام

رحمة بنفسك، فكلك أسقام

في معركتك الداخلية، لست بمنهزم

كنت للوئام حالما 

و من أصوات الطبيعة مستلهما

فخلذ الشغف مكرما 

بقلم: هاجر بلهاشمي

مكسورة الجناحين


أتى اليوم الموعود للهرب من الوحوش المتنكرة في زي اللباقة، لهم قوة جبارة تهلك الأرواح العاطفية، تطيح بكل من ارتد على اعتقادتهم المريبة، يسعون في الأرض خرابا و إبادة، يجلدون كل من أبى بحجة الشراسة و ما الضحايا إلا بمناهضين بالاستنارة، لقد كانت العقوبة للحسنة و السيئة معا، كأن الأفعال كلها متورطة في الانتفاضة و ما يحكم عليها إلا بتصنيفها كغلطة، انها فترة تجريد الحكمة من منطلق البيان، و زمان تهجير العلم و توطين السخافة، حين ترى الضعيف بدون لقمة و القوي بدون سلطة، حيث لا مكان للهيمنة، ما لكم سوى الحسرة في بؤرة الخضوع، فاجهزوا لجنازاتكم، إن الموت رحمة.


الدنيا لفانية، و السنين في تسارع، أما الأعمار مجرد بضع أيام بذكريات مشوشة، فأين سكة الرجوع إلى ما مضى؟ ليس حنينا للماضي بل وعيا بما اقترفناه من حماقات، فلا تدع الندم يأخذك إلى فخ اللوم، لأنها حلقة لا تنتهي حتى يفوت الآوان، فإن وقعت تحت أنقاضها فما لك إلا أن لا تكون مصدقا بخلاص وقت التوبة.


لقد اختارت الهروب، و لا ملامة على الفرار، لقد كانت فقط روحا هشة لا تقدر على تحمل المعاناة، و ليس لها   أي جهد لكي تقاوم ما يضر بأسس الشرف و الكرامة، إنها الآن بدون أجنحتها تفتقر لكل قواها الخارقة، إن  مهاجمة الخصم من نقطة ضعفه خطة حاسمة للانتصار و هذا ما حدث لشعب "الجناح" في معركة أطاحت بأساطيرهم فهم الآن في وهن و ذل. كانت تبكي و هي تنزح من الأرض التي ترعرت فيها و تعملت منها كيف ترفرف أجنحتها، فلا عتاب عليها، لأن شعار الحرية سلب منها و فقدت و افتقدت، ضاعت و ضيعت، استسلمت فخضعت، ثم تمردت في سر و عزمت على الهروب، فاركضي يا مكسورة الجناحين نحو الخلاص، لقد هلكت كفاية بين احتضار الأرواح، إلى مفر النجاة قبل فوات الأوان.

بقلم: هاجر بلهاشمي

العالم القوطي


حينما حل الظلام على الشوارع الخالية، و أثناء هدوء الأجواء، و نوم الساكنة، ظهرت بردائها الأسود الطويل و بشعرها الأزرق الداكن، اتخذت من بريق عينيها فانوسا مضيئا و من قلبها بوصلة تحدد الاتجاهات، ألا تغار النجوم من لمعانها؟ و كأنها قمر دموي مكتمل، بل إنها عاصفة مدمرة تلقي بالمغرم في الهلاك، و كأنها شيطان بعيون ملائكية تسحر من يعانق الليل وحيدا، و تهمس بخطى الظلال، إنك لمفتون في نار تشتعل في كل ما يحيطها لتتوسع في أراضي اخرى، غير مبالي لرماد مشاعرك التي تحترق رويدا رويدا، خاضع لحقيقة عبثية العشق، فلا تقاوم جمال الزهرة و هي تتغزل بك ألوانا و عطورا، و لا بالحياة التي تغريك أحلاما و سعادة.

إنه عالم حيث الغرائب بمعنى، الاختلاف تميز و للسواد جمال، عالم اخر احتلته الأرواح المظلمة، التي اقتلعت أفئدتها تضحية للالتحام بين الموت و الحياة، لتجعل الدم رمزا للعهد الأبدي، للكلمات تأثيرا كعمق البحار و للليل سيدا على الشروق و الغروب، إنه العالم القوطي البديع. 

الرياح تعصف بشدة الأجراس ترن بشكل سامق، بتلات الورود الحمراء تتناثر في الأرجاء، و الشموع تشتعل إثارة ثم تنطفأ رعبا، ينكسر الهدوء بصرخات ضحية الليلة خالقا تناغما بين ضحكات ذات الرداء الأسود و هي تتلذذ بأخر قطرات دم فريستها التي كانت تتلفظ أنفاسها الأخيرة و هي تردد في خيبة و عوف: 《 فلتمت الأحزان على أنياب المارد الذي خلقها كما ماتت الغبطة بخنجر العصيان 》

بقلم: هاجر بلهاشمي

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...