Thursday, April 6, 2023

مكسورة الجناحين


أتى اليوم الموعود للهرب من الوحوش المتنكرة في زي اللباقة، لهم قوة جبارة تهلك الأرواح العاطفية، تطيح بكل من ارتد على اعتقادتهم المريبة، يسعون في الأرض خرابا و إبادة، يجلدون كل من أبى بحجة الشراسة و ما الضحايا إلا بمناهضين بالاستنارة، لقد كانت العقوبة للحسنة و السيئة معا، كأن الأفعال كلها متورطة في الانتفاضة و ما يحكم عليها إلا بتصنيفها كغلطة، انها فترة تجريد الحكمة من منطلق البيان، و زمان تهجير العلم و توطين السخافة، حين ترى الضعيف بدون لقمة و القوي بدون سلطة، حيث لا مكان للهيمنة، ما لكم سوى الحسرة في بؤرة الخضوع، فاجهزوا لجنازاتكم، إن الموت رحمة.


الدنيا لفانية، و السنين في تسارع، أما الأعمار مجرد بضع أيام بذكريات مشوشة، فأين سكة الرجوع إلى ما مضى؟ ليس حنينا للماضي بل وعيا بما اقترفناه من حماقات، فلا تدع الندم يأخذك إلى فخ اللوم، لأنها حلقة لا تنتهي حتى يفوت الآوان، فإن وقعت تحت أنقاضها فما لك إلا أن لا تكون مصدقا بخلاص وقت التوبة.


لقد اختارت الهروب، و لا ملامة على الفرار، لقد كانت فقط روحا هشة لا تقدر على تحمل المعاناة، و ليس لها   أي جهد لكي تقاوم ما يضر بأسس الشرف و الكرامة، إنها الآن بدون أجنحتها تفتقر لكل قواها الخارقة، إن  مهاجمة الخصم من نقطة ضعفه خطة حاسمة للانتصار و هذا ما حدث لشعب "الجناح" في معركة أطاحت بأساطيرهم فهم الآن في وهن و ذل. كانت تبكي و هي تنزح من الأرض التي ترعرت فيها و تعملت منها كيف ترفرف أجنحتها، فلا عتاب عليها، لأن شعار الحرية سلب منها و فقدت و افتقدت، ضاعت و ضيعت، استسلمت فخضعت، ثم تمردت في سر و عزمت على الهروب، فاركضي يا مكسورة الجناحين نحو الخلاص، لقد هلكت كفاية بين احتضار الأرواح، إلى مفر النجاة قبل فوات الأوان.

بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...