لما امتزجت مشاعر الحزن مع بعضها البعض، نتج دخان أسود خانق دنس حيز الرغبة بالحياة، لتتعالى فيما بعد همسات الشياطين التى تسعى إلى الفتنة الكبرى، لاقتراف الذنب الأعظم، تردد كلمات فوضية حول النهاية، بينما الذكريات تبرهن على مرافقة اليأس لكل الأيام التي تمر بين الهلاك أو الاحتضار، فلا ماضي يسحبك لدوامة البقاء و لا شعور الانتماء يحاصر عاطفتك المفقودة عبر الزمن البعيد، إن السماء ليست براضية عن تكاثف الغيوم الممطرة على أرض قد تبللت بدموع الشجن الملتهبة على مدار الفصول الأربعة، إن رماد احتراق الحب يتناثر في الأرجاء، يعذب القلب الوحيد، يجعله يعيش بين نيران الخذلان، فهل من سفينة نجاة؟ إنه يغرق في وادي الجفاف الشعوري.
لما تبقى من مقدرة على التكبد، كتبت كلمات من دماء
رفعت أصوات الابداع عاليا، لغناء معزوفة الشقاء
حتى كادت ان تضيع الآمال، تقدمت الروح لالتماس الرجاء
كل تلك الدموع كانت في سبيل ابعاد الجفاء
حتى لو لمحت الهناء يزور القلب المضطرب، فإن الليل الطويل بلا ضياء
الروح المهجورة تعاني من ويلات البلاء في خفاء
بعيدا عن ضوضاء النفوس، اعتزلت الطمأنينة خلف ظلال الرضاء
أنغام الغم تسمع لمن حكم على ذاته بالانفراد مع الاستياء
فلا واحد سلم قبل إنهاء
معزوفة الشقاء
بقلم: هاجر بلهاشمي
No comments:
Post a Comment