Saturday, July 29, 2023

فوضى الأفكار


لماذا نستمر رغم الأوجاع؟ سؤال لطالما ما تردد في ذهني، أستغرب من نفسي و هي تحاول المقاومة للنجاة، للخروج من المصائب بأقل الأضرار، تصر على الكفاح لكي لا تضطر للتخلي عن كل ما جاهدت لتحقيقه، ولما لا ننجح في كل الأشياء من المرة الأولى، و ما ضرورة وجود الآلام و الأحزان في حياتنا؟ و أكثر ما يثير إعجابي هو طبيعتنا التي تتكيف مع تناقد الأوضاع من الجيد إلى الأسوء، أو من الأسوء إلى الجيد،  هذه الخاصية المكتسبة من دروس الحياة، تصبح ملازمة لأفكارك لتترك عليك أثرا للتجاوز و للمضي، لذلك ألا يجب علينا أن نكون ممتنين لهذه النعمة التي تضفي الرحمة على أرواحنا الفانية.


إن جدار المساجد لازالت تستقبل صوت الصلوات

و ضوء الشمس و القمر لم ينطفي بعد 

و الطيور تهاجر في نفس المنحى 

و المواسم لم تتغير في مواعيدها

فكيف يتسلل لك الكفر من بين زوايا اليأس؟


قد لا نستطيع تحمل الوصب في أيام الوهن، و لا نجد مفرا من الخوف الذي يقتلع من جوف الثقة بذور الجرأة و المواجهة، فلنا مع الضياع لقاءات متكررة، فيها نتعرف على الحيرة بين التراجع أو الاقدام و في كليهما يوجد حيز من الخشية من العواقب القادمة. فأينما ارتحلنا نحمل معنا حقائب جروح الماضي و نستعد إلى شراء المزيد من المستقبل، لكننا دائما ما نكسب او نخسر، نيأس و نسترجع الأمل، نحن نتألم لكي نشفى فيما بعد،  و نضيع لكي نجد الطريق،  نحن نخاف فقط للاحتراس، و كذا للتغلب على فوضى الأفكار التي تحاصرنا قبل الاقبال على أي خطوة جديدة بحياتنا.

بقلم: هاجر بلهاشمي

No comments:

Post a Comment

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...