في ليل الحنو على ذكريات عالقة في باطن الفكر، و عند جفاف أراضي الحنان الناتج عن الافراط في دوامات الوحدة المطلقة، اعترفت النفس بالنزعة إلى أيام الايناس، إنه من بهاء الفطرة التي لا حياة بدونها، منها نخلق البقاء و العشرة، نزحف نحوها بدون اكثرات و كأنها وجهة متاحة للكل، بل إنها أصل الاقلاع و البلوغ، نستضاف فيها في كل الأوقات، و نستكشف بين غرائبها أسرارا تقود إلى ألفتها، فلا نكتفي من اللحاق بكل أطيافها المبهرة و مشارفها الآسرة، و نتجاوز الأمر إلى ملاطفة سحبها و التغلغل في مناطقها المحرمة، فلا حدود للرغبات، فلما العتاب؟
إنني أسيرة لأمواج البحر و لأصوات الغابة، مفتونة برونق الجبال العالية و السماء الزرقاء، حالمة بمجد الكلمات و ببلاغة المشاعر، مصاحبة لأبدية الفن و إبداعاته، فلا حجاب على التهابات الالهام الذي يصيب روحي.
نار على نار، و في قلبي شوق محترق
رماد على رماد، و في روحي مشاعر تنبثق
أثار على أثار، و في الذاكرة ماضي يتدفق
افتقاد في افتقاد، فمتى اللقاء؟
لطالما ساند الصعود إلى قمة السماء
إلى تحقيق الأحلام بعد الشروق
شهيد في حرب التعشق
فريد في التعبير الصادق
و مجسد لوعود الوفاء
فؤادي
المتمرد
على حدود
الرضاء
بقلم: هاجر بلهاشمي