Saturday, July 29, 2023

الحلقة الرمادية


كانت الحياة رمادية المعنى، تدور حول حلقة للأحزان و للسعادة معا، لا تكف عن الدوران حتى خلقت ذلك الشعور البارد الممزوج باليأس و بعض من التيمن، فلا نهاية للمعاناة و لا خلودا للانشراح، كان طريقا مجهولا للوجهة، نسير على أقدامنا و نتحسس مدى خشونة الأرض التي نمشي عليها، فمن توقف أو من عزم على الرجوع إلى الخلف حكم على نفسه بالهلاك، أما من تابع السير رغم كل العثرات التي واجهته، فكان مصيره يحوم دائما حول نفس حلقة الحياة.


كلما سعيت نحو القمة تضيع أكثر و كلما حاولت ان تكشتف الأسرار صفعتك الخيبات، فلاطالما كانت التجارب و الحقائق أساس سعي الشخص للوصول إلى مرحلة الحرية من الأوهام ، إلى هدف الخلاص من قيود الجهل. صحيح من قال أن الزمن نسبي، و أن لكل شخص نطاقه الزمني الخاص به لبلوغ إحدى فترات الوعي الكامل بما يجري، فهذه الحياة صممت بهذه الطريقة، أنه لابد من يوم يأتي تتبين فيه الأوهام و المغالطات، فتتحدد بذلك المسارات الممكنة أمامك، فلا ضباب و لا سراب بعد الآن يمكن ان يخدعك، فهنيئا لمن رأى اللون الرمادي أخيرا. 


في الكثير من الأحيان تتلاشى كل المعاني و ننعدم في الفراغ، إنه الوقت الذي ندرك فيه مدى وحدتنا اللامتناهية، إنه ذلك المكان الذي نجد أنفسنا فيه على حين غرة، إنه نفس المكان الذي ننعزل فيه لبعض الحين حتى نستطيع من حل العقد المتشابكة، هذا المكان الذي يتواجد بداخلنا، الذي نحاول دائما الهروب منه و الخروج إلى عالم الأخر...حين تصبح الأمنية الوحيدة هي التوقف للحظات أو ربما للأبد، إنه نفس الوقت الذي يجب علينا ان ندفع بقوة أكثر لمتابعة الطريق، إنه الزمان و المكان المناسبان لمسح الدموع و لدفن ذكريات الأسى، إنها لحظة الوداع بين نفسك الماضية التي ستسير حتما نحو الخلف، إلى الهلاك، بينما أنت ستمضي مجددا مجهول الوجهة إلى حلقة رمادية أخرى.

بقلم: هاجر بلهاشمي

حكاية القدر

 

كان منزلا كباقي المنازل، يسمع منه أصوات ضحكات الصغار، و بكاء الكبار، تشعل فيه أنوار الحياة نهارا، و تنبثق منه أحلام سعيدة أو الكوابيس ليلا، في تلك الغرف الصغيرة عاشت شخصيات يجمع بينهم علاقة العائلة، تغلب عليها صرامة الأب و حنان الأم، تدفعها رعونة الأبناء للقيام بدورها في التأسيس و التعليم، فالعائلة إما أن تنتج مستقبلا يانعا أو ماضي بائس مطارد لمستقبل مجهول.

فجأة، مرت السنين كأنها في سباق ضد أماني دوام الشباب، لتقلب الموازين و يصبح الأطفال كبارا، و كذا الكبار طاعنين في السن، و يبقى المنزل الحاضن ثابتا بين كل مكان فيه آلاف الحكايات و الكلمات، كل زاوية منه تحمل ذكرى راسخة في ذاكرتهم جميعا، حتى أن كل خدش و علامة في ذلك المنزل تحكي عن واقعة، و تظل الأماكن شاهدة على تاريخ الأمم السابقة، تخلد قصصهم الضائعة عبر الزمن، و تدفن معها آثارهم المتبقية.

رحل الراحلون إلى دار البقاء، و ولد المواليد الجدد لاستقبال الحياة، فلا خلل في توازن النظام الكوني، فلا أرواح تغادرنا بدون أن تلقي السلام على الأرواح الأخرى الوافدة، فالدموع لم تكن أبدا للحزن فقط، بل كانت للفرح أيضا، و الورود ليست للتعبير عن الحب فقط، بل كانت للعزاء أيضا، فلا لقاء و لا وداع كان عبثيا، فنحن كلنا نسير على خطى القدر، نختلف كلنا في البدايات و نتقاطع في النهايات، إنها من بين الحقائق التي تبعث الطمأنينة لقلوبنا و الخيبة معا، حقيقة اننا ولدنا عراة و سنموت عراة كذلك.

فلما نترك الأيام تمضي و نتجاهل أنها حياتنا التي تمضي بالفعل، نتخلى عن الأحلام في كثير من الأحيان لنوفر الاستقرار المادي لضمان العيش الكريم، و عندما نغرق في الحزن نفقد الشغف و نفقد معه أنفسنا، نضيع في ألا مكان بينما يمكننا أن نغرق أكثر في الفرح و نجد ذواتنا في جنة رغباتنا، فإلى متى سنلتزم بالتخلي؟ و  إلى متى سنترك حكاية القدر المتشابهة تكتب في سطور قصتنا؟

معزوفة الشقاء


لما امتزجت مشاعر الحزن مع بعضها البعض، نتج دخان أسود خانق دنس حيز الرغبة بالحياة، لتتعالى فيما بعد همسات الشياطين التى تسعى إلى الفتنة الكبرى، لاقتراف الذنب الأعظم، تردد كلمات فوضية حول النهاية، بينما الذكريات تبرهن على مرافقة اليأس لكل الأيام التي تمر بين الهلاك أو الاحتضار، فلا ماضي يسحبك لدوامة البقاء و لا شعور الانتماء يحاصر عاطفتك المفقودة عبر الزمن البعيد، إن السماء ليست براضية عن تكاثف الغيوم الممطرة على أرض قد تبللت بدموع الشجن الملتهبة على مدار الفصول الأربعة، إن رماد احتراق الحب يتناثر في الأرجاء، يعذب القلب الوحيد، يجعله يعيش بين نيران الخذلان، فهل من سفينة نجاة؟ إنه يغرق في وادي الجفاف الشعوري.


لما تبقى من مقدرة على التكبد، كتبت كلمات من دماء

رفعت أصوات الابداع عاليا، لغناء معزوفة الشقاء

حتى كادت ان تضيع الآمال، تقدمت الروح لالتماس الرجاء

كل تلك الدموع كانت في سبيل ابعاد الجفاء

حتى لو لمحت الهناء يزور القلب المضطرب، فإن الليل الطويل بلا ضياء

الروح المهجورة تعاني من ويلات البلاء في خفاء

بعيدا عن ضوضاء النفوس، اعتزلت الطمأنينة خلف ظلال الرضاء

أنغام الغم تسمع لمن حكم على ذاته بالانفراد مع الاستياء

فلا واحد سلم قبل إنهاء

معزوفة الشقاء

بقلم: هاجر بلهاشمي

فوضى الأفكار


لماذا نستمر رغم الأوجاع؟ سؤال لطالما ما تردد في ذهني، أستغرب من نفسي و هي تحاول المقاومة للنجاة، للخروج من المصائب بأقل الأضرار، تصر على الكفاح لكي لا تضطر للتخلي عن كل ما جاهدت لتحقيقه، ولما لا ننجح في كل الأشياء من المرة الأولى، و ما ضرورة وجود الآلام و الأحزان في حياتنا؟ و أكثر ما يثير إعجابي هو طبيعتنا التي تتكيف مع تناقد الأوضاع من الجيد إلى الأسوء، أو من الأسوء إلى الجيد،  هذه الخاصية المكتسبة من دروس الحياة، تصبح ملازمة لأفكارك لتترك عليك أثرا للتجاوز و للمضي، لذلك ألا يجب علينا أن نكون ممتنين لهذه النعمة التي تضفي الرحمة على أرواحنا الفانية.


إن جدار المساجد لازالت تستقبل صوت الصلوات

و ضوء الشمس و القمر لم ينطفي بعد 

و الطيور تهاجر في نفس المنحى 

و المواسم لم تتغير في مواعيدها

فكيف يتسلل لك الكفر من بين زوايا اليأس؟


قد لا نستطيع تحمل الوصب في أيام الوهن، و لا نجد مفرا من الخوف الذي يقتلع من جوف الثقة بذور الجرأة و المواجهة، فلنا مع الضياع لقاءات متكررة، فيها نتعرف على الحيرة بين التراجع أو الاقدام و في كليهما يوجد حيز من الخشية من العواقب القادمة. فأينما ارتحلنا نحمل معنا حقائب جروح الماضي و نستعد إلى شراء المزيد من المستقبل، لكننا دائما ما نكسب او نخسر، نيأس و نسترجع الأمل، نحن نتألم لكي نشفى فيما بعد،  و نضيع لكي نجد الطريق،  نحن نخاف فقط للاحتراس، و كذا للتغلب على فوضى الأفكار التي تحاصرنا قبل الاقبال على أي خطوة جديدة بحياتنا.

بقلم: هاجر بلهاشمي

الحياة بلا حياة


لقد اختارت الحياة على الموت، تركت قلبها مبعثرا على طاولة القدر، تستغيث بأوهام الآمال، تنتظر تلك المعجزة التي لطالما ما تمنتها أن تحدث، تكافح الندم بحجة اليقين برحمة السموات، لكنها تخلت عن روحها لتبقى معلقة على جدار الفراغ الداخلي، إنها تنهزم في كل مرة تحاول ان تهدأ فيها الأصوات الشيطانية التي تهمس في أذنيها كل يوم باللحاق بالألم نحو الهاوية، يا لحسرتها لاختيار حياة لا حياة فيها.


لا ضوء القمر في الليل المظلم يروقها، و لا أشعة الشمس المنسدلة على شعرها تشعر بها، حتى طرب الموسيقى الصاخب لم يعد يحمسها، تنظر للألوان كأنها مثل بعضها البعض، فلا لون يمثل مصيرها البائس، كانت في ذلك اليوم الذي يشبه باقي الأيام في حياتها، تحرك أصابع يديها لتلمس حبات الرمل الصغيرة، بينما تتأمل أمواج البحر الهائج، تفكر في كم من صفعة خيبة تلقتها في الآونة الأخيرة، ثم بعد ذلك تدخل إلى البحر و تتعمق فيه أكثر فأكثر حتى تكاد تشعر بنوع اخر من الاختناق، لقد كانت تتلذذ بذلك الشعور، شعور الاحتضار، و كأنه سوى انتقام لكل ما اقترفته من سيئات لتحصل على المزيد.


سماء بدون غيوم، و بلا نجوم، أرض بدون أشجار و لا أزهار، فؤاد بدون حب و بلا إيمان، حزن بدون ألم، و ندم بدون ماضي، الحقيقة بدون شك قبلي، وهم متجسد على هيئة الرغبة؛ كل هذه العناصر تنتمي إلى لوحتها، لوحة الحياة بلا حياة، لقد كانت على عتبة الرحيل الأبدي، تختنق بقوة و جسدها يغرق رويدا رويدا في ظلمات المحيطات، يزول وجودها و يتلاشى جوهرها في ألامكان، لكن البؤس مطاردها، أما الهلاك مصيرها، تتراجع الأزمنة و كل شيء يتغير لتجد نفسها لازالت تتأمل أمواج البحر أمامها، لتنهض و تتراجع بعيدا عن النهاية، فقرارها هو الوحيد الذي لن يتغير، قرار اختيار الحياة مهما أغراها الموت بفرصة الانفصال.

بقلم: هاجر بلهاشمي

نداء ندى الصباح


الحياة كلها ألحان و ألوان، نستمع إلى نوتاتها و نرى تفاصيل انعكاساتها، تعزف و ترسم لنا، تستغل وجودنا أثناء ابداعها في تشكلينا كقطع تكَمِّل بها لوحاتها الخاصة من النشوة العالية و الألم العنيف.

نحن ننتمي إلى الحياة، نتشارك معها في رحلة قصيرة الأمد لكي نستمر فيما بعد و نترك الحياة خلفنا تستقبل عناصر جديدة لفنها الفاني و نغرق نحن في سيرورة غامضة لانهاية لها.

الغد الجميل، المستهل بآذان فجر يُسمع في كل الأرجاء، صداه يلمس الأرواح النائمة و يناديها للاستيقاظ، فكل الجوار يبعث الأمل و الحيوية، و ذكريات الأمس تتدفق في أحضان الماضي القريب.

في هذا الصباح، أشعة الشمس تتسل إلى مرقدنا، تكشف عن ما أختبأ خلف ستار ظلام الليل المحتضر، إلى الوضوح و النور ينتقل فكرنا، فهناك أفواه تتلوا الصلوات بخشوع و هناك من يصدر عنه تنهدات الأمس، أما أخرون فيخضعون للروتين اليومي القاتل، و لكل واحد منا طقوسه الخاصة في افتتاح صباح يومه و حتى إن تعددت الأساليب فالهدف واحد، لأننا كلنا نسعى إلى كتابة عنوان البداية.

إنه صوت داخلي يكلمنا جميعا، للاستسلام للأيام بالمضي، للسماح لسفينة الحياة بالابحار، و لترقب تناوب الشمس و الليل مع بعضهما البعض، هذا الصوت الذي أسميه بالفطرة، يردد نفس الكلمات في كل وقت نشعر باليأس الشديد للاستمرار، في كل آن نريد أن نتمرد فيه على قدرات ذواتنا الضعيفة لاختيار بدايات الأشياء و نهايتها، إنه يردد كلمات حقائق الحياة.

بقلم: هاجر بلهاشمي

الغامضة


لطالما رأيت في صمتها ضعفا، و في برودة ردود أفعالها سكونا مفرطا، تظهر لك كالظل الذي يختفي بعد غروب الشمس، و تزيد شكوك حولها أكثرحين تقرر مشاركة بعض الكلمات الغريبة معك، لا تكاد تميز بين رضاها و استيائها، تشعر أنها قريبة جدا لقلبك لكن في نفس الوقت تراها بعيدة عنك بأميال، و ليس لك علم لكيفية تصحيح كل هذه التناقدات، و كأن هناك دائما حاجز بين أرواحكما، يمنع ذلك التواصل العميق بينكما، و في مرات أخرى تستغرب من قوة صمتها، و من جرأة ردودها، فتتسائل كيف لبركان خامد أن ينفجر، و لنهر ثابث أن يتسبب في فيضان، و لجو متعدل ان يضطرب و يكذب توقعاتك. إن كل التغيرات المفاجئة لا تنبعث من العدم بل لها دوافع صعب التنبؤ بها مسبقا، و كذلك هو طباعها، الغامضة المظلمة.


تتسم كلماتها بالنضوج 

و تتزين آرائها بطقم الانفرادية

تبدع في عالمها الخيالي

تختفي عن أنظار المتشابهين

و تنجذب للطاقة المظلمة


إن آلاف الأصوات الداخلية تخاطبها في آن واحد،  لتتوقف، لتستمر، تأمرها بالصمت مرة و تشجعها على التكلم مرة أخرى، تتركها في حيرة من أمرها، إنها شبه ضائعة في حقول الأوهام، تجد نفسها أثناء نبضات قلبها معلنا عن الحياة، أما روحها فتظهر لها جوهر الأشياء من حولها. الثورة تنبثق من أعماقها مناضلة عن غريزة البقاء، للصمود في معارك مأسوية، للقتال في سبيل إنقاذ ما تبقى من شغف للابداع، و  من رغبة في العيش في عالم يراها كغريبة.

بقلم: هاجر بلهاشمي

سباق الحياة


في هذا العالم المحايد نسير و نحن مسيرون، نبحث عن طريقنا و يخيل لنا أننا ضائعون، غير أن الأمر ليس كذلك، نحن فقط نكتشف مساراتنا التي حددت من قبل لتناسبنا حسب حكمة لا يمكن أبدا نكرانها في موازنة الحياة، التي ليست إلا سباق شاق، يتطلب الركض بسرعة المقاومة و أهم قاعدة للمواصلة هي عدم الرجوع للخلف مع السماح للرؤية لما تركناه ورائنا، لا وقت للندم و لا للحسرة على ما مضى و أيضا لا تجاوزا في مواعيد الوصول لبعض النقط المستقبلية، هذا الأخير يتطلب في أول انطلاقة انه يجب على كل شخص مشارك أن يتبع الأشخاص الذين يركضون قبله بسنوات، ليلحق بهم في الأخير، و كذلك أن لا يتأثر بأن الركض سيصبح مشيا بطيئا فيما بعد و كأن الأمور ترجع للبداية لكن بمشاركين مروا بمراحل كثيرة في السباق، فلا فوز يذكر و لا انتصارات تعظم، الأقوال و الأعمال فحسب كذكريات مبعثرة تميز مشاركا عن الأخر. إن إدراك أنها المرحلة الأخيرة من السباق، يريح الأرواح المنهكة و يزيل من القلوب أحزان الماضي، فما أجمل نهاية الشيء الذي أرغمنا على المشاركة فيه أجمعين.


لعناوين الزمن أثر على تقلبات الموازين

فعجبا لعين تدرف دموع الفرح و الحزن 

أليس توازن الكون أحسن برهان 

بالأقدار و الغيبات لا تستهين 

إن صوت المنادي لاستقامة الأرواح رنان 

فكلنا على عتبة اجتياز امتحان

بين طريق النجاح و السقوط خطان متوازيان

فكيف تتظاهر بالنسيان حتى يحين الآوان

لتدفن معك كل السيئات فتدان

فهنيئا لقلوب وجدت الأمان في الإيمان.

بقلم: هاجر بلهاشمي

عن تعاستها


في ذلك الخراب الذي نتج عن حطام أعمدة اليقين بالنجاة من كوارث سيرورة الحياة، و أثناء ضجيج قلبها المنكسر و اختناق روحها الوحيدة، كانت تجلس بسكون و تشاهد تراكم الخيبات على صدرها المثقل بالأحزان، لقد كانت تعيسة، نعم تعيسة جدا و على عتبة الانهيار بالكامل، إن كل انهزام أمام نفسها الطموحة، و كل فشل أمام ذاتها المقاومة، تحبط و تلقي اللوم على نفسها الوهنة، إنها محاصرة في معارك داخلية، تهجم على خصمها و تحاول أن تخلِّص عليه، لكنها في لحظة انتصارها تشعر بالألم الشديد، تصرخ وجعا، و تبكي ضعفا، و تقع أرضا محتضرة بجانب عدوها، لتكتشف فيما بعد أنها كانت تحارب نفسها فقط، فتشعر بالندم و تلوم نفسها مرة أخرى.


الأسى و سوى الأسى لها، مقدر و محتوم عليها، الشفقة على حالها و التأسف لكل ما يحدث لها، الحسرة و سوى الحسرة لها، الدموع لا تخمد نار الجوى، و لا المواساة تريح روحها المعذبة، إن الهلاك في قلبها و البؤس في عينيها، مما يثير رغبة الظلام في الاستحواذ على أيامها، أيام الشقاء الدائم في فجوة الفراغ المطلق، فبأي منطق تكلمها على الأمل؟ فرجاء كفى من أكاذيب وهمية حول تحسن الأوضاع، حين أن تلك الأوضاع من الأسوء إلى الأسوء أكثر من ذي قبل. لقد كانت تعيسة جدا، و ضائعة في زوايا الماضي البعيد، في تراجع للوراء و في انفصال عن الواقع، إننا نفقدها، ألا تكاد ترى أن حضورها أصبح غيابا؟ فكفى من تلاوة خطابات بدون روح، إنها فقط تحتاج إليكم لاستيعاب كم أنها حقا تعيسة.

بقلم: هاجر بلهاشمي

Wild Desire


After a lethal war between desire and repulsion in my heart 

She proclaimed the victory of desire and ignited the beginning of our story 

She was the dark queen realm of pleasure and pain 

I am a soul lost in her night palace 

In her tempting lips, I am found 

I am a impetuous admirer in the maze of fate

Her perfum is my powerful drug 

I am a extinguished flame in life 

Her candles enlighten the path towards passion 

Will you be the heroine of our endless story?

Without hesitation, tell me your name and keep an eye on the lines written 

Kiss me with wild desire, to make me write unwittingly 

How can I stay away from you when inspiration lies down next to you?

In your unique spells, I do not mind curses 

Burn my sorrows with your charming gaze

Take away my regrets with idealistic memories

Do not deprive me of salvation in your dusky paradise 

I am going higher, but I can not reach your black wings 

Tonight, the sky is wide open 

May the angels hear our wishes

Can you hear me? 

Ocean ans earth are my witnesses 

Rain on me and wash away all my sins 

I will always be waiting for mercy 

To step inside the bliss of your dreams 

Written by: Hajar Belhachmi

Curse Of Love

 Love is a lustful flower, living in heaven

Love is a beautiful lie, suffering in hell
Lost between black and white
But my heart found itself in her bloody red lips
I am longing for her kiss
My soul is forever in her bliss
About her sins, I can not confess
Sorrow is her voice in my nightmares
To hear her, I would sacrifice my dreams
Burn my feeling
Bury my yearning
Begin my ending
When the sun goes down
And the angels fall
She Whispers a dark spell
And she writes ghostly words
To haunt my forsaken nights
To confine my mortal thoughts
To reveal my hidden truths
All I see is demons and nigritude
The aurora of your affection turns dusk and cold
All I feel is remorse and pain
Her tears and screams remain
So broken
She will revenge for the ashes of her broken wings
She will bring the end again and again Eternally punished in the curse of love
Written by: Hajar Belhachmi

Good Night


Before this candle goes out, and everything becomes dark

I want to confess some words in my heart

Deeply buried feelings, and vague thoughts

My soul is lost between facts and illusions

Neither staying nor leaving are my wish

Even running away never frees me from my fears

My paper, I apologize for all the inspiration caused by the pain

My pen, I console you in the bleeding of writing dying expressions

Dear reader, do not cry while we share sorrows

My heart, explode now, and scream out everything that hurt you before 

Silence is fearful , it kills those who embrace it every day

Revelation is left to the brave, you have the choice, my heart

The past is a ghost that haunts everyone attached to it

Coming to terms with memories leads to inner peace

The light was starting to dim, What are you waiting for my heart?

Dreams await again, sleep is your nocturnal escape from reality

So good night 

Written by: Hajar Belhachmi

سوء العاقبة


كنت أراها بعيون بريئة، لا تعرف شيئا عن الوحشية التي يمكن ان تظهر على الانسان عندما يتعرض إلى الظلم الذي يجعله ينفصل عن الواقع، و يسير نحو الهلاك غير واعي بكل ما يحدث من أفعال لا يمكن وصفها ضمن الأفعال العادية او بالكاد الانسانية، إنها فجوة جشعة لا تكتفي أبدا من استهلاك بعض من الروح المتبقية منك، او من الشعور المخفي في أعماق ادراكنا. كانت تلعب بكل مرح و حيوية، تستمتع بالحياة الهادئة، و بالعصافير المغردة، تقطف الزهور الذابلة و تزين بها شعرها الحريري، مآمنة بمنطق ان ذبول الأزهار ليس بالمصير الأخير لهن، فحتى لو أحسسنا أننا بالفعل مجرد أحياء ميتون فلازلنا نستحق فرصة أخرى لاستنشاق نسيم الصباح الذي يخلصنا من دخان الأمس المتكدر.


من لمعان عيونها من السعادة إلى دموع عينيها بالبؤس و الانتقام

في عالمها الورود الجميلة لم تعد تزهر، فقط ذابلة بدون عطر 

هُجرت وحيدة مع الشقاء تحارب لتنجوا من مخالب الوحشية

عندها فقدت الادراك و الاحساس معا، لا تكاد تتعرف على نفسها في المرآة

تسير بدون روح، و بقلب ضائع، تخطوا نحو الهلاك

حينها أصبحت واحدة منهم، أو ربما أسوء، سفاحة تقتل بدون ندم


أصبحت أراها بعيون دموية، تسعى إلى تحقيق السلام في أوهامها،  كانت أشبه بالنائمين في كابوس مرعب، لا تستطيع أن تستيقظ أو أن تهرب من القوى الشريرة التي جعولها تكتسب، لكنها كانت تشاهد في صمت موت أعدائها واحدا تلو الأخر كما تمنت بدون وعي، تحاول النسيان و المضي لكن الماضي يسحبها من جديد إلى لقاء أكبر مخاوفها، فيقشعر جسمها و تغلق عينيها غير مصدقة لما فعلته بيدها الناعمة، كما أنها لا تكاد تستحمل كل تلك الدماء التي لطخت فستانها الأبيض الملائكي، تريد الصراخ بأعلى صوتها لطلب النجدة من نفسها، لأن أكبر كابوس في حياتها أصبحت ذاتها، لكن الصمت كان صوتها و الشيطان خادمها، أما الهلاك عالمها، حيث ترسل كل من كان سببا في تخديرها بالألم، فكلكم هالكون في لعنة العاقبة.

بقلم: هاجر بلهاشمي

وردية العمل

  كأن الساعات تتضاعف و الضيق على صدري ينقبض أكثر فأكثر، و القلق يتشكل عرقا على جبيني، أحمِل  تراكمات الأيام و سخط الأمس معي، اترقب موعد حريت...